مكافأة وزير الطاقة- حافز للإبداع والإنتاجية في قطاع الطاقة السعودي
المؤلف: نجيب يماني10.22.2025

في بادرة إنسانية نبيلة تعد الأولى من نوعها في مجال التحفيز، اشترط صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، لصالح جموع العاملين السعوديين في مصنعي الرياض الجديدين المتخصصين في إنتاج معدات الطاقة واللوحات الكهربائية، بصرف مكافأة تعادل راتبين كاملين لكل منهم. ويأتي هذا القرار تجسيدًا لإيمان سموه العميق بأهمية البيئة المحفزة كعنصر جوهري لضمان التفاني في العمل، وتحقيق إنجازات مدفوعة بالطموح والإبداع، ليقدم بذلك قدوة حسنة يحتذى بها لبقية المسؤولين، سعيًا نحو الارتقاء بمستوى الأداء، وتهيئة بيئة عمل جذابة ومفعمة بالحيوية والإيجابية.
ويبدو وكأن بيت الشعر الشهير للحكيم المتنبي يتردد صداه في هذا المقام الإنساني المتميز:
كلٌّ يريدُ رجالَهُ لحياتِه
يا مَنْ يريدُ حياتَهُ لرِجالِه
ويُثنى على استجابة إدارتي الشركتين السريعة لتنفيذ شرط الأمير، مما يجسد الدعم الحكومي للكفاءات الوطنية، وتمكين الموظفين وتحفيزهم على مواصلة العمل بروح عالية، وعزيمة لا تلين.
وتعكس هذه المبادرة الرائدة من وزير الطاقة فهمه العميق لمتطلبات المرحلة القادمة في مسيرة المملكة نحو تحقيق رؤية 2030، واستيعابه لتوجيهات سمو ولي العهد الأمين، واهتمامه برفعة المواطن السعودي، وتوفير سبل العيش الكريم والرفاهية المنشودة له. فما أروع الكلمات المضيئة التي انطلقت من قلب محب لشعبه، وعزيمة صادقة لإرساء مفهوم "جودة الحياة"، عندما قال الأمير محمد بن سلمان:
«المواطن السعودي أعظم شيء تملكه السعودية للنجاح، وأنه بدون المواطن لا نستطيع أن نحقق أيّ شيء من الذي حققناه، إذا هو غير مقتنع بالذي نعمل فيه وإذا هو ليس جاهز لتحمّل المصاعب والتحديات وإذا لم يكن مستعداً لأن يكون جزءاً من هذا العمل سواء كان موظفاً حكوميّاً أو وزيراً أو رجل أعمال أو موظفاً في القطاع الخاص أو أي مواطن في أي عمل يعمل فيه فإنه بلا شك كل الذي نقوله فقط حبر على ورق».
لقد جاءت مبادرة وزير الطاقة بمثابة ترجمة فعلية لهذه الكلمات السامية، ومن المتوقع أن تسفر عن عطاء وافر، وحافزًا قويًا للعاملين لبذل قصارى جهدهم في هذين الصرحين الاقتصاديين الجديدين، اللذين يتبنيان رؤية مستقبلية تتماشى مع مساعي الوزارة لتعزيز التوطين في قطاع الطاقة بالمملكة، وتحقيق هدف الوصول إلى نسبة 75٪ من المكونات المصنعة محليًا بحلول عام 2030. ويعد المصنع الجديد المتخصص في معدات الطاقة واللوحات الكهربائية خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث تبلغ طاقته الإنتاجية 25 ألف وحدة سنويًا، ويعمل به فريق مؤهل يضم 500 مهندس وموظف، بالإضافة إلى 100 موظفة سعودية، مع وجود خطط طموحة لمضاعفة القدرة الإنتاجية بما يتماشى مع رؤية المملكة لتعزيز وتنويع الاقتصاد الوطني.
ويمثل افتتاح مصنع وحدات الربط الحلقي الذكية الخالية من غاز سادس فلوريد الكبريت (SF6)، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، نقلة نوعية نحو استخدام التكنولوجيا الخضراء، وخطوة إضافية في طريق التوطين، حيث يعمل به أكثر من 700 موظفة سعودية.
إن عامل التحفيز الذي شمل هذا العدد الكبير من العاملين في كلا المصنعين، يضخ طاقة هائلة في منظومة العمل، ويقدم نموذجًا واضحًا لأهمية التنافس الشريف، لخلق بيئة عمل جذابة في جميع مؤسسات الدولة، يسعى إليها العاملون بإخلاص، ويقدرون المسؤولية، ويدركون أهمية الإتقان، ويقدمون أفضل ما لديهم وهم على يقين بأن جهودهم محل تقدير واهتمام، وأن الإحسان يُقابل بالإحسان، وأن التحفيز يلازم البذل والعطاء، لتكون المحصلة النهائية وطنًا يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه الطموحة، وتحقيق تحول اقتصادي شامل ومدروس بعناية تحت مظلة رؤية 2030، التي وضعتها القيادة الرشيدة لتكون خارطة طريق لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، يعكس إدراك المملكة لأهمية بناء اقتصاد قوي يعتمد على مواردها الطبيعية الوفيرة، وتسخير أحدث التقنيات في مختلف القطاعات الإنتاجية.
إن التحفيز يمثل شريانًا حيويًا في قلب هذه الرؤية المباركة، وعنصرًا أساسيًا لتفعيلها وتحقيق أهدافها.
وها هو وزير الطاقة يقدم مثالًا يحتذى به، ويضع التحفيز في مقدمة الأولويات، فهل نشهد المزيد من المبادرات المبتكرة والمتميزة في هذا المجال من مختلف القطاعات الأخرى؟
